Saturday, January 30, 2010

اليقطين ثمرة مباركة وقيمة غذائية ودوائية عالية




 اليقطين ثمرة مباركة وقيمة غذائية دوائية  عالية



ذكر في القرآن الكريم وفي وصفات الطب النبوي وفي الحكمة الشعبية لمختلف الحضارات القديمة التي اعتمدته كغذاء و دواء في الوقت ذاته وأوصت به كأحد النباتات المباركة إنه نبات اليقطين الذي ينتشر في أغلب بساتين وحقول الساحل السوري ويعتبر هذا النوع من الخضار من النباتات ذات الفائدة الغذائية العالية.
ويعمد الريفيون في قرى اللاذقية إلى زراعة اليقطين بأنواعه واستثماره كمصدر رزق وفير خاصة وأنه لا يتطلب جهدا في  زراعته و العناية به.



واليقطين كما يقول المهندس الزراعي معتز بغداد نبات عشبي زاحف يمتد أفقيا على سطح التربة ومنه ما ينمو على شجيرات متسلقة وهو من النباتات التي تتكاثر بالبذور كما يتمتع اليقطين بدورة حياة نباتية قصيرة و لذلك فهو نبات سريع النمو والإزهار والإثمار إذ يمكن جنيه بعد أقل من ثلاثة أشهر بعد زراعته.
و أضاف بغداد أن ثمار اليقطين تأخذ أشكالا وأحجاما مختلفة كما تتعدد ألوانها و تتنوع بين الأبيض والأصفر المغبر والأخضر الفاتح والبرتقالي حسب كل نوع و جميعها تتسم بأوراق كبيرة مفصصة ومن اليقطين ما هو مخصص للأكل ومنه ما يزرع
للزينة ويستفاد منه بأوجه عدة كما توجد أنواع صيفية منه و أخرى شتوية وجميعها يحتاج إلى كمية كبيرة من الماء لريه وهو ما يوفره المناخ الساحلي بأمطاره الوفيرة و تربته الخصبة.
وأشار بغداد إلى أن اليقطين المخصص للأكل نوعان الأول يسمى يقطين القرع أو القرع العسلي وهذا النوع يصل في نموه إلى أحجام كبيرة يتخذ كل منها شكلا كرويا مضلعا ويستفاد إلى جانب لبه من قشرته السميكة ومن مائه وبذوره في أغراض
متعددة كما يمكن تخزين هذا النوع لمدة طويلة دون خشية من تعرضها للتلف نظرا لسماكة قشرتها التي تؤهلها لمقاومة العوامل والمؤثرات الجوية الخارجية لعدة أشهر.
وتابع أن النوع الثاني من القرع هو قرع الكوسا أو القرع الطويل ويعتبر هذا النوع أحد الخضار المهمة في الفصيلة القرعية وفي النظام الغذائي العام للإنسان.
ويحتوي نبات اليقطين كما يقول الدكتور محمود يوسف أخصائي الأمراض الداخلية على نسبة عالية من الماء اللازم لإتمام العمليات الحيوية في الجسم.
وأوضح الدكتور يوسف أن اليقطين بأنواعه يحتوي إلى جانب الماء على نسب من البروتين والمواد الدهنية والنشوية والألياف والفيتامينات والأحماض الأمينية ومعادن الفوسفور والبوتاسيوم والحديد والزنك والكبريت والمغنيزيوم أما بذور القرع فتحتوي على عناصر لا تقل أهمية عن الثمار وأهمها الدهون والكربوهيدرات والبروتين والألياف و فيتامين بي.
و أضاف الدكتور يوسف أن الدراسات العلمية الحديثة أثبتت الفائدة العالية لليقطين في علاج العديد من الأمراض وعلى رأسها أمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع الكوليسترول وضغط الدم المرتفع وذلك بسبب احتوائه على نسبة جيدة من الدهون
غير المشبعة التي تساعد على طرح الكوليسترول الفائض من الدم سحب ما هو مترسب منه في أنسجة الجسم المختلفة.
ونوه بأن تناول هذه الخضار كما جاء في الطب النبوي يساعد على طرد الدودة الشريطية ويهدأ الصداع و يعالج الحروق و يسكن الالتهابات عموما و التهاب المفاصل على وجه التحديد كما يلين المعدة ويزيل الإمساك ويحسن عمل الكليتين و ينظم حركة الأمعاء.
وتابع أن اليقطين يعتبر ملطفا للأغشية المخاطية وهو قادر على معالجة البواسير كما ينشط عمل الكبد و يمنع حدوث اليرقان
إضافة إلى فاعليته في تفتيت الحصى و الرمل و إزالة الحمى وتهدئة أوجاع الأسنان وتنشيط اللثة و تحسين لونها و إعطاء الفم رائحة زكية.
وحول بذر اليقطين لفت الدكتور يوسف إلى أن هذه البذور تعمل بشكل فعال على تنظيم إدرار البول لدى المسنين من خلال إعادة حجم غدة البروستات إلى حجمها الطبيعي والتخفيف بشكل كبير من أعراض تضخم البروستات بسبب ما تحتويه الزيوت النباتية الموجودة فيه من عناصر تنظم عمل هرمون التستسيرون الذي يؤثر على نمو الخلايا في البروستات و يؤدي في حال اختلال
عمله إلى تضخمها و ربما تحولها لاحقا إلى ورم خبيث.
ويساعد زيت بذر القرع كما يقول يوسف على تنمية القدرات العقلية والذهنية ويزيد من معدل الذكاء نظرا لاحتوائه على الأحماض الأمينية اللازمة والمعادن المهمة لتنشيط عمل الدماغ وتطوير تلافيف المخ و لذلك ينصح بتناوله من قبل الأطفال والطلاب في الأعمار المبكرة إلى جانب العاملين في ميدان النشاط الذهني.
وأضاف أن اليقطين بأنواعه هو المصدر النباتي الأغنى بمعدن الزنك ولذلك فهو فعال في معالجة الالتهابات و يساعد على تضميد
الجروح كما أن احتواءه على هذا المعدن يخفف من أعراض العديد من الأمراض النفسية ويحسن من القدرة العقلية لكبار السن و ينشط ذاكرتهم ويحارب اليقطين أيضا الأرق ويهدئ التوتر العصبي ويحسن المزاج.
كذلك تحدث المختص بالأعشاب الطبية العطار فايز خطاب عن فؤائد اليقطين بالقول إن أصول نبتة اليقطين تعود في القدم إلى
أكثر من 7000 عام حيث يعتبر هذا النوع من الخضار واحدا من أهم العناصر التي تدخل في العديد من وصفات الطب الشعبي.
وأضاف خطاب أن شرب ماء القرع يساعد على التخلص من البلغم ويخفف الحمى كما يسكن الصداع إذا غسل الرأس به إلى جانب فائدته في تسكين آلام الحنجرة إذا خلط مع العسل و في حال إضافة بعض دهن الورد إلى ماء القرع فإنه ينفع في معالجة التهابات الأذن وأيضا التقرحات الجلدية والحروق والخراجات بسبب وجود الزنك فيه الذي يدخل اليوم في مختلف المراهم والمستحضرات المصنعة لمعالجة الجروح.
وأوضح أن اليقطين يساعد على طرد السوائل الفائضة من الجسم وذلك بطهيه بعد تقطيعه إلى قطع صغيرة و إضافة السكر إليه ثم يهرس المزيج الناتج ويتم تناوله بانتظام كما يطهى اليقطين مع الحليب وتضاف إليه القرفة ويتناول على شكل حساء دون إضافة الملح لمدة ستة أيام للغرض ذاته ويمكن إعادة هذه الوصفة مرات متتالية.
وبالاستناد إلى الدراسات الطبية فإن حساء اليقطين بأنواعه مفيد جدا في تأخير مظاهر شيخوخة البشرة بسبب غناه بمضادات الأكسدة كما يستعمل زيته في تدليك الجسم لقدرته الفائقة على اختراق المسامات الجلدية و لما يمتلكه من خواص مرطبة و
ملطفة للجلد
.

No comments:

Post a Comment